عسل طبيعي وعسل مغشوش مشكلة الأسعار في سوق العسل الأردني!
عسل مرتفع السعر وعسل زهيد الثمن وبينهما تضيع الحقيقية… ما هي الأسباب ؟
يتصفح الواحد منا مواقع التواصل الإجتماعي ويشاهد عشرات الإعلانات لمن يبيعون العسل بأسعار متفاوتة منها الرخيص جدا ومنها المتوسط ومنها المرتفع ويستغرب هذا التفاوت الكبير في الأسعار.
ويصبح متشككا في السعر الحقيقي للعسل سواءً الأردني منه أو المستورد بل حتى إن ذلك يصل إلى أغلب المنتجات أو الخدمات فبعضهم يراها مرتفعة الثمن ويقول ” ول على شو هيو في المكان الفلاني بسعر معين ” وبعضهم يقول السعر رخيص ” معقول في عسل بهذا السعر !” كل حسب ثقافته.
وحسب المصادر التي تعود على الشراء منها مما يسبب إرباكاً للمستهلك في تحديد السعر الحقيقي للمنتج ويساعد في هذا الأمر أن الكثير من المنتجات لا تخضع للتسعير الوطني نتيجة لطبيعتها المختلفة.
نحن من هذا الباب نريد توضيح العديد من الأمور التي هي من حق أي شخص يرغب بشراء العسل منا أو من غيرنا بكل موضوعية وشفافية في النقاط التالية والتي تنقسم إلى قسمين:
الأول متعلق بالمنتج نفسه (العسل) وعوامل إنتاجه .
الثاني متعلق بالسوق والمنافسة وطريقة التسويق .
فيما يتعلق بالأمور الفنية المترتبطة بتربية النحل وانتاج العسل :
أولا : يعتقد الكثير من المستهلكين أن قطاف العسل شيئ دوري كل أسبوع مثلاً وهذا غير صحيح قطاف العسل في عموم مناطق الأردن يكون في شهور محددة ما بين شهر 4 حتى شهر 11 والكميات المنتجة كميات قليلة نسبياً وبالمقارنة مع انتاج العسل قبل 10-20 سنة وذلك بسبب عوامل كثيرة يطول شرحها.
ثانيا : كلف إنتاج العسل وتربية النحل كثيرة ومتعددة خصوصاً أن النحال لديه أعمال ومصاريف كثيرة مثل اليد العاملة ونقل النحل على أماكن إنتاج العسل وتكثير الخلايا وعلاجات النحل وعوامل الخطورة مثل أمراض الأمراض التي تصيب الخلايا والسرقة والبيوت الخشبية وغيرها.
ثالثاً : الكمية المنتجة خلال الموسم والتي تتحكم بها العوامل الجوية والبيئية وغيرها حيث أنه وفي نفس السنة ومثلاُ على موسم عسل الحمضيات ومع أخذ النحال بجميع الإحتياطات وبنفس عدد خلايا النحل من الممكن أن ينتج 100 كيلو ومن الممكن أن ينتج 500 وذلك مما لا يد فيه للنحال إلا بالأخذ بالأسباب.
عوامل السوق:
أولاً : يجب للباحث الحقيقي عن السعر الطبيعي والمنطقي للعسل أو لأي منتج أن يقيم مقارانات صحيحة قبل إصدار الحكم بأن السعر منخفض أو مرتفع فمثلاً لا يجوز مقارنة عسل بلدي مع عسل مستورد ولا يجوز مقارنة نوعين من العسل مختلفين لأن أحدهما قد ينتج بشكل أكبر من الآخر وقد يكون هنالك طلب على أحد النوعين أكثر من الآخر وهكذا … فعند القيام بالمقارنة يجب إجراء بحث دقيق ومقارنة سليمة ولا يمكن مقارنة العسل غير معروف المصدر مع عسل مضمون بالفحص المخبري
ثانيا : ما قد يكون سعره مرتفعاً بالنسبة لك قد لا يكون كذلك بالنسبة لغيرك والعكس صحيح ولكن متوسط سعر العسل في الأردن باختلاف النوع يتراوح بين 16-25 دينار وعسل السدر قد يصل إلى 30 أو 40 دينار بشكل مخصوص لقلة انتاجه وارتفاع الطلب عليه لشهرته التجارية.
ثالثاً : شكل المنتج النهائي فبعض المستهلكين يفضلون الشكل التقليدي لعبوة العسل والبعض الآخر يرغب في رؤية العسل بتغليف مميز.
رابعاً : خضوع العسل للفحوصات المخبرية من عدمه وطرق التعبئة وضمان النظافة ومكانها والعمل بصفة رسمية ام لا وتحت تراخيص معتمدة أم من تحت الطاولة.
خامساً : سعر العسل يختلف من محافظة لمحافظة نسبياً ويختلف من قلب عمان عن السعر في أماكن غيرها فسعر العسل عندما تشتريه من قريب لك أو صديق في قرية معينة بكل تأكيد سوف يختلف عندما تشتريه في عمان ولكن ضمن المعقول.
أخيراً وأهم شيئ المعضلة أنه لا يمكن الكشف عن العسل المغشوش من العسل الطبيعي إلا من خلال المختبر وهذا ما نضمنه لكم في دروب النحل من خلال العمل وفق نظام تتبع العسل الأردني فمثلاُ من الممكن أن تشتري عسلاً وتستهلكه وتظن أنه طبيعي ولكنه في الحقيقة عسل مصنع ومغشوش أو تم فيه تذية النحل على المحاليل السكرية وربما لا يكون الضرر كبيراً بصورة مباشرة ولكن المخيف في الأمر هو الضرر بعيد المدى وغير المعروف على صحتك وصحة عائلتك في حال تناول العسل المغشوش.
